نشر بتاريخ: 2023/03/21 ( آخر تحديث: 2023/03/21 الساعة: 10:27 )

راديو الشباب  

يصادف اليوم الثلاثاء، الحادي والعشرين من آذار/ مارس، الذكرى الــ55 لمعركة الكرامة، التي التحم  فيها الجيش الأردني مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان قرية الكرامة ومنطقتها وتصدوا لقوات الاحتلال في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة،

بدأت المعركة بقصف مدفعي إسرائيلي قرابة الخامسة والنصف صباحا على مواقع قوات حركة فتح، بالتزامن مع اقتحام جيش الاحتلال من 3 معابر باتجاه بلدة الكرامة وهي "جسر الملك حسين" و"جسر دامية" و"جسر الملك عبد الله".

ومع تقدم جيش الاحتلال  نحو البلدة  كانت آلياته تتعرض للقصف المدفعي وإطلاق النار من المقاتليين الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات وبمشاركة الجيش الاردني.

فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه على جميع الأصعدة، وخرج من المعركة خاسرا ماديا ومعنويا، وبدأ ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة.

وأراد الاحتلال القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتلقين الدولة الحاضنة لها، درسا وفق زعمه
استطاعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)  والمقاتلين الفلسطينين قلب المعادلة وأصبحت معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة "فتح" خاصة، والمقاومة الفلسطينية عامة،
 

وبعد هذه المعركة  انهالت  طلبات التطوع في حركة فتح ومنظمة التحرير، لا سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية، والتظاهرات الكبرى التي قوبل بها الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها، والاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، ما شجع الشبان الأجانب على التطوع في صفوف حركة فتح

كما أعطت معركة الكرامة معنى جديدا للمقاومة تجلى في المظاهرات المؤيدة للعرب والهتافات المعادية التي أطلقتها الجماهير في وجه وزير خارجية إسرائيل آبا ايبان أثناء جولته يوم 7/5/1968 في النرويج والسويد، فقد سمعت آلاف الأصوات تهتف "عاشت فتح".

وعلى الصعيد العربي، كانت معركة الكرامة نوعا من استرداد جزء من الكرامة التي فقدتها في حزيران .1968

وكان من أبرز ردود الأفعال على المستوى الرسمي الإسرائيلي ماقاله الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون ليال (وهو أحد جنود تلك الحرب) إن المعركة صُورت للجنود على أنها "نزهة"، وما حدث كان مخالفا تماما لما كان منتظرا"  وتابع  حصيلة المعركة تركتنا جميعا في حالة صدمة..
وتحولت هذه العملية التي قدمت لنا على أنها نزهة إلى فاجعة".

بينما قال  أحد قادة جيش الاحتلال والذين شارك  في هذه العركة "وضعونا في مقبرة تدحرجت بها رؤوسنا" في تعبر منه على قوة وضراوة المقاتلين وخسائر الاحتلال الكبيرة في الأرواح والمعدات أيضا، وقتل في هذه المعركة  250 جنديا إسرائيليا وأكثر من 450 جريحا، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات.

وأما فلسطينيا كانت خسائر المعركة، ارتقاء نحو 185 شهيدا من الجانبين الفلسطيني والأردني، إضافة إلى 200 جريح، بينهم عدد من الضباط، ودُمرت 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان،


وبعد انتصار حركة فتح وخروج قائدها ياسر عرلافات منتصراً من معركة الكرامة قال، إن "معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي"